لم العودة مجددا إلى الصمت؟
عزوز السامعي
انا أفهم هذه النازية التي تحيط بالمدينة وتحاصرها منذ سنوات، على أنها الامر الاسوأ على تعز.
غير أنها بمقاييس عديدة لم تكن الإشد ايلاما!
هنا في الداخل ثمة من يوجع تعز أكثر من الحوثيين!
لقد تجاسرت تعز فوق خذلانات بلا حصر، وقاتلت على جبهات عدة، خصوم، وأشباه أصدقاء، وحتى أصدقاء!
والان ثمة ما يستدعي القول انه ليس عليها احتمال اللصوص والفاسدين ”ولوبيات التكويش“ أيضا!
هؤلاء تحديدا، وهم يعرفون أنفسهم، عليهم أن يتهيأوا لمرحلة سيئة، إذ أن عليهم جني ما صنعت أيديهم خلال ماض عصيب، كانت جماجم الشهداء تتطاير في الجبال، وكانوا يؤسسون لأرصدتهم وخلاصهم الشخصي على تلك الاشلاء والدماء!
لنذهب إلى الجحيم إن كان ثمة صورة للعدالة فيما يجري!
لقد أهدرنا من ضمائرنا بالقدر الذي أهدرته تعز من الوقت في الصمت.
فتعز لم تقدم كل هذه الجماجم، لكي يتسيد فيها الفساد، وتطيش يد اللصوص في كل مؤسسة ومرفقا عاما.
ما كان أغنانا اذا عن هذه الكلفة الباهضة لنضالنا الممتد زهاء عشر سنوات؟
نحن نطمح لوجود سلطة محترمة، معنية برعاية شؤون ومصالح الناس، هذا هو حلمنا الذي لم يتغير، وهو حلم بسيط ونظيف مثل خيال طفل، لكنه في المقابل صلب وعنيد بما يكفي لهزيمة هذا الاستذئاب تجاه تعز، ومالها العام.
وفي الحقيقة لاشيء يشبه الفاسدين في بشاعتهم،
فمن يسرق في هذه الظروف هو شخص يجب أن يتوجس منه الجميع، ينبغي أن يكون منبوذا، وأن يملأ حضوره نفوس الجميع نفورا، بما في ذلك زوجته!
من يسرق تعز وهي تمر بكل هذه المشاق والمتاعب هو في مستوى واحد مع الذي لا تعوزه الرغبة والوقاحة في مضاجعة امرأة نفاس.!
لاصدقائنا الشباب، رفاق الحلم استمروا في احتشادكم لانقاذ حلمنا الكبير.
احشروا انفسكم في حلوق الفاسدين، فقد تعثر العديد منا في تغيير الأمر من داخل جهاز السلطة !.
حصيلة ضريبة القات لم تكن وحدها الضائعة، ثمة مغارات كثيرة لابتلاع المال العام، مغارات أشد عمقا واكثر استذئابا مما تتوقعون!
مايزال بوسعكم فعل الكثير؛ لجعل الأمر أقل مأساوية.