تحدثت وكالة أمريكية، عن وجود توافق سعودي-ايراني بشأن إنهاء الحرب في اليمن يسبق أي محادثات مباشرة.
وقالت وكالة “بلومبرج”، في تقرير ترجمه “المشهد اليمني “، إن طهران والرياض تعتقدان أن التوافق حول إنهاء حرب اليمن يسبق أي محادثات مباشرة، في إشارة إلى المحادثات السرية بشأن الملف اليمني التي عُقدت في بغداد يوم التاسع من ابريل الجاري.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن طهران ترى أن الحوار مع المملكة “مفيد لشعبي البلدين وللسلام والاستقرار الإقليميين”.
ورفض زاده التعليق على ما نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، عن مشاورات جرت في بغداد ركزت على الحرب في اليمن.
ونفت السعودية وجود أي مشاورات. وذكر مسؤول عراقي لوكالة “بلومبرج”، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن وفدا من المخابرات السعودية زار بغداد مؤخرا في إطار عملية إصلاح الجسور بين الرياض وطهران، و أن بغداد دفعت لإجراء محادثات غير مباشرة وغير رسمية بين إيران والسعودية، اللتين قطعتا العلاقات الدبلوماسية في عام 2016، بسبب الوضع في المنطقة، في إشارة إلى التوترات التي تعصف بها.
وعلى الرغم من رفض “ زاده” التعليق على ما نشرته “فايننشيال تايمز”، في مؤتمر صحفي أمس الاثنين، لكنه استخدم لغة تصالحية عند الإشارة إلى المملكة العربية السعودية.
وقال المسؤول العراقي إنه بينما يريد العراق أن تبدأ المملكة وإيران محادثات مباشرة، يعتقد البلدان أن هذا سابق لأوانه ويريدان اختبار الوضع أولاً من خلال السعي لإحراز تقدم في إنهاء حرب اليمن.
و وفقا للوكالة، فقد تركزت المحادثات الأخيرة في بغداد حول خطة وقف إطلاق النار التي اقترحتها السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعم للحكومة اليمنية المعترف بها، ضد المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن شن هجمات استهدفت البنية التحتية النفطية السعودية.
وفي مارس الماضي أعلنت السعودية عن مبادرة سلام جديدة تضمنت: وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وفتح مطار صنعاء، والسماح بدخول الوقود والسلع الأخرى إلى مناطق الحوثيين عبر مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، واستئناف المفاوضات السياسية المتوقفة لإنهاء الصراع. ولفت المسؤول العراقي إلى أنه ستكون هناك جولة أخرى من الاجتماعات من أجل بناء الثقة والبدء في إصلاح العلاقات.
ومن المرجح أن يستغرق التغلب على سنوات الصراع بين البلدين بعض الوقت، لكن حتى الخفض الجزئي لدرجة التوتر يمكن أن يحفز الجهود الدبلوماسية الرئيسية الأخرى لتحسين الاستقرار في الخليج العربي.
وتجتمع القوى العالمية في فيينا مع إيران في إطار سعيهما لإحياء اتفاق 2015 الذي كبح أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات.
ومع انهيار هذا الاتفاق بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب منه، تصاعد الصراع بين طهران والرياض والذي يهدد بدفع المنطقة إلى حرب أوسع. وأوضحت بأنه يبدو أن الولايات المتحدة وإيران تقتربا من إنهاء المواجهة بينهما بشأن الاتفاقية في الأيام الأخيرة.
وتشمل المفاوضات، الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، في عملية بطيئة وصعبة للتوصل إلى جوانب فنية محتملة لصفقة مستقبلية، بما في ذلك كيفية رفع العقوبات الأمريكية مع إجبار طهران على التراجع عن تخصيب اليورانيوم بنسب عالية.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء.
وفي مارس 2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست، و تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.