العالم

لاجئات يمنيات يتحدثن عن معاناة اللجؤ بالاردن

«زوجي يعمل يوماً بيوم، ودخلنا غير مستقر، والالتزامات التي يجب أن نغطيها تفوق ما يأتينا من دخل شهري» بهذه الكلمات بدأت اليمنية فاطمة الصالح تروي قصتها، فاطمة هي لاجئة توجهت إلى الأردن قبل سنتين بعد زواجها مباشرة نتيجة الظروف، تقول فاطمة: حلمنا أن نعود إلى اليمن ولكن لا تزال الحياة غير مستقرة بسبب انتهاكات ميليشيا الحوثي الإيرانية المستمرة ومن الصعب أخذ هكذا قرار وخاصة أن لدينا طفلة صغيرة رضيعة لم تتجاوز السنة من عمرها وتحتاج لرعاية مكثفة، زوجي يعمل في مهنة الحدادة، وهو لا يجد العمل بشكل يومي، فما يجمعه من دخل خلال عمله ليوم واحد يجب أن يديره لأيام عديدة وبشكل حذر.

تضيف فاطمة (22عاماً): «لقد حاولت العمل من أجل مساعدة زوجي ولكنني لم أكمل تعليمي في الجامعة وأيضاً لا أملك مهارات أو خبرات معينة، وتوجهت إلى معمل الخياطة ولكني لم أستمر فابنتي بحاجة لي، نواجه مشكلات عديدة وجائحة كورونا، زادت من هذه الأزمات المتمثلة بإخراج تصاريح عمل والتي تتطلب توفير مبلغ يقارب 1500 دينار أي 2000 دولار، ومن أين لنا هذا المبلغ!أيضاً يتراكم علينا رسوم الإقامة وأصبح لدينا غرامات وهذا يترتب عليه صعوبة حركة زوجي وبحثه عن العمل، فرسوم الإقامة لكل شخص بشكل سنوي تبلغ 500 دينار!».

 

وبينت فاطمة أنها لم تحصل على دعم من المفوضية رغم أنها وعائلتها مسجلين «لاجئين» وهي فعلياً بأمس الحاجة لهذا الدعم، وأضافت: «نحن ندرك أن فرص العمل في الأردن قليلة جدا، وهنالك لاجئون أيضاً من جنسيات اخرى ينافسونا على العمل والفرص، ومع هذا نستمر في البحث، ونستطيع الالتزام بالمسؤوليات جميعها، فهنالك التزامات لا مهرب منها مثل مصروف ابنتي الرضيعة الذي يصل إلى 80 ديناراً، وأيضا إيجار المنزل البالغ 150 ديناراً شهرياً، أيضاً أهلنا في اليمن وضعهم المادي مُترد ودوماً يطالبونا بمساعدتهم ولو بقليل من المال».

معاناة ومخاوف العودة

معاناة فاطمة هي معاناة العديد من الأسر اليمنية التي جاءت إلى الأردن، والتي لا تستطيع العودة نظراً للظروف الحالية، وشعورهم بالخوف من العودة، ومن معاملة ميليشيا الحوثي الإيرانية لهم بشكل غير إنساني. فهم مدركون أن العودة ستكلفهم الكثير وستهدد حياتهم وبالذات انهم لجئوا إلى خارج اليمن.

هذا الواقع لم يقف حدوده عند الأسر بل أيضاً الشباب الذين يحلمون في بناء حياة مختلفة عن التي عاشوها، ولكن بحسب وصفهم فإنهم هربوا ليصطدموا في واقع يحيطه التحديات من كل جهة.

تقول الشابة مريم أحمد (27 عاما): «عندما خرجنا من اليمن توقعنا أن تكون الحياة في الأردن أسهل، ولكن هذا ليس بصحيح، إننا نجد الأمان هنا لنا ولأسرنا، ولكن هنالك معيقات ليس لها حدود تقف لنا بالمرصاد، عندما خرجنا أنا وعائلتي المكونة من 6 أشخاص في عام (2017)، تركت جامعتي وتخصصي نظم المعلومات الإدارية وكنت آنذاك في السنة الثانية، وفي الأردن لم أتمكن من مواصلة التعليم كونه مرتفع التكاليف وعائلتي تعتمد بشكل أساسي على المفوضية والمساعدات التي تقدمها، والمنح الدولية للتعليم تشترط شروطاً صعبة وعددها قليل».

عمل طويل وراتب قليل

تضيف مريم: «حاولت العمل ولكن أيضا لم أتمكن، والعمل المتوفر ساعات عمل طويلة وراتب قليل، ومن يخرج له تصريح عمل يخسر وثيقة اللجوء، وما زاد من تعقيد وضع عائلتي أن لدي أخوة مرضى ويحتاجون للعلاج وهو أمر مكلف، والمفوضية لا تغطي كل الأمور والتخصصات، أيضاً كفتيات نواجه مشكلة الزواج، حيث تتأخر أعمارنا في الزواج وأغلبنا لا تتزوج رغم أن العائلات اليمنية منفتحة ولا مشكلة لديها بأن تتزوج الفتاة شاباً أردنياً مناسباً لها، وحين نفكر بالعودة فإننا نتراجع فوراً، فهذا القرار لن يتخذ مادام ميليشيا الحوثي مستمرة في نهجها».

ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن أعداد اللاجئين اليمنيين المسجلين لديها، وصل إلى 14 ألفاً و665 لاجئاً، لكن منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية، كشفت أن عدد الجالية اليمنية الموجودة في الأردن تجاوز 27 ألفاً

زر الذهاب إلى الأعلى