بعد أن باعت أسلحة بمئات المليارات.. أميركا تُعلن مفاجأة وتسوية ترضي جميع الأطراف اليمنية
كشف وزير الخارجية الأميركي “انتوني بلينكن” عن إحراز تقدُّم في إيجاد تسوية سياسية تُرضي جميع الأطراف اليمنية، حسب وصفه.
وقال “بلينكن” -في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية- إن وقف الحرب في اليمن يُمثِّل مصلحة كبيرة للولايات المتحدة من خلال تعزيز القيم الإنسانية ومنها حماية أرواح المدنيين الأبرياء، مضيفاً أن هذه الحرب تُعدُّ أسوأ أزمة إنسانية في العالم خلال العقود الأخيرة، وهذا ما دفع الإدارة الأميركية لمعالجة الوضع في اليمن، من خلال الدفع بالتحضيرات الجارية لمفاوضات الأطراف، في العاصمة العُمانية مسقط، وفقاً للمبادرة السعودية المُعلَنة في 22 مارس الجاري.
وشهدت العاصمة العُمانية (مسقط) -خلال الأيام الماضية- حراكاً دبلوماسياً نشِطاً بين السعودية وحكومة “هادي” من ناحية، ومكوِّن “أنصار الله” من ناحية أخرى، بمشاركة المبعوثَين الخاصين إلى اليمن، الأممي “مارتن غريفيث” والأميركي “تيم ليندركينغ”.
وتساءل ناشطون جنوبيون عن جدوى بنود المبادرة السعودية في ظل غياب القضية الجنوبية وتمثيلها عن برنامج المفاوضات المُتوقَّع.
باص نقل في العاصمة صنعاء يكتب على خلفية باصه عبارة مثيرة للسخرية .. صورة
أما المراقبون فحذَّروا الولايات المتحدة من التفاؤل المُفرط بخصوص الشأن اليمني، خاصة مع عدم التمكُّن من إقناع مكوِّن “أنصار الله” وحكومة صنعاء بالقبول بالمبادرة، التي قالوا إنها تسعى إلى تكريس فكرة الجانب الإنساني على حساب دماء اليمنيين وأرواحهم.
وكانت السعودية أعلنت على لسان وزير خارجيتها “فيصل بن فرحان”، يوم 22 مارس الجاري؛ عن مبادرتها الجديدة بشأن اليمن، التي بنتها على أربعة بنود رئيسة تشمل وقف إطلاق النار وتنظيم العائدات الاقتصادية وفتح مطار صنعاء والشروع في مشاورات وحوارات سياسية، وهي البنود التي اعتبرها مراقبون تصبُّ في صالح جماعة “أنصار الله”، وتستجيب لضغوط أميركية وأممية، في حين تجاهلت دور المكوِّنات الجنوبية.
وجاءت المبادرة على ضوء المشاورات غير المباشرة بين السعودية و”أنصار الله” عبر وساطة عمانية، ولقاءات ورؤية المبعوثَين الخاصين إلى اليمن.