الحياةحائط

لماذا صمدت مأرب ولم تصمد عمران والعاصمة صنعاء..؟! 

محمد الخامري

سألني في الخاص وأعتقد انه كان يتهكم عليّ، او يجري لي اختبار، قال لماذا صمدت مأرب ولم تصمد عمران والعاصمة صنعاء..؟!

قلت له سأجيبك في العام..

ببساطة، لأنّ مأرب تعلمت مما سبق، ولأنها أصبحت تمتلك عوامل الدولة من ارض وكثافة سكانية وثروة وقيادة وجيش، وصارت تتعامل مع المعركة من هذا المنطلق، وأن المعركة معركتها لا معركة غيرها، فلم تركن على رئيس ولا على جيش ولا على دولة تحميها من السقوط، عكس عمران وصنعاء وبقية المحافظات التي سُلمت ممن يفترض به حمايتها والدفاع عنها..!!

وقد أثار هذا المنشور حول مارب العديد من ردود الأفعال، سواءً في التعليقات او النقاشات الخاصة لي مع أصدقاء وزملاء وبعض القيادات السياسية..

 

ولمزيد من التوضيح فقد سبق لي ان كتبت عدة منشورات حول ان الباقي لليمنيين من دولتهم وسيادتهم على أرضهم مصفاة صافر في مأرب بعد تدمير تحالف دعم الشرعية كل منشآتنا الحيوية والبنية التحتية التي يحرم استهدافها في القوانين الدولية، وتبحث الشقيقة الكبرى وربيبتها عن المبرر لقصفها ومساواتها بالأرض، كي يوجدوا سوقاً جديدة لنفط السعودية وغاز ابوظبي ستستمر عقودا قادمة..!!

 

المبرر الوحيد الذي سيجعل هادي وشرعيته الرخوة يناشدونهم، بل ويطالبونهم رسمياً بقصفها هو سيطرة الحوثيين عليها، ولذلك سيدعمون الحوثيين بطريقتهم للسيطرة عليها، ثم يدمرونها كما دمروا كل القصور الجمهورية في كل المحافظات وكل المطارات والموانئ والطرقات بمبرر قطعها أمام الحوثيين..!!

 

ولمن لازال يدافع عن الكارثة الكبرى الدنبوع، ويحاول التعامي عن خياناته المتكررة منذ اليوم الاول لتوليه الحكم وإرساله رسالة استجداء اعتماد مالي خاص له من السعودية أقول:

كان الحوثيين يمتلكون اسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة منذ الحروب الست التي استمرت ضدهم 2004 – 2010 ثم حصلوا على اسلحة 11 معسكر تابع للفرقة الاولى مدرع كانت مرابطة في صعدة، وعندما استولى عليها الحوثيين عام 2011 اعلنوا حينذاك ان صعدة اول محافظة سقطت بيد (الثوار)، وسلمها لهم علي محسن نكاية في النظام، وكي لايشق طرف الثورة..!!

 

في تحركهم من صعدة باتجاه حاشد وعمران، كانت القبائل منقسمة مابين صالح الذي وجههم بعدم اعتراض الحوثيين للانتقام من خصومه، وبين الدولة التي كانت تلتزم بتوجيهاتها القاضية بعدم التصادم معهم، وعندما وصلوا عمران وجه الدنبوع محافظها بالسماح لهم بالدخول بأسلحتهم، ووجه القشيبي بعدم مواجهتهم وتسليمهم المعسكر، إلا ان الاخير رفض وقاوم حتى استشهد رحمه الله، فسيطروا على اقوى معسكر في اليمن وهو اللواء 310 في عمران، وبالتالي اصبحوا منذ ذلك الوقت قوة تضاهي قوة الدولة بمساعدة هادي ووزير دفاعه..!!

 

طوق الحوثيون صنعاء لمدة شهر تقريباً، وهادي كان ينسق مع قياداتهم بصنعاء في كيفية الدخول وتخليصه من علي محسن والاصلاح، وعندما وصلوا لم يأمر بتحريك معسكر واحد من 60 معسكر في صنعاء وما حولها، ولم يحرك طائرة واحدة، بل انه سبق ووجه بإنزل الصواريخ من جبال نقم وعطان وغيرها من الجبال المحيطة بصنعاء عام 2013 وفصلها عن البطاريات والقواعد الخاصة بها، والتي أرسلها إلى احد المعسكرات في ابين (نسيت اسمه) وأبقى الصواريخ في صنعاء..!!

 

ولمن لازال يغالط نفسه حول خيانة الدنبوع، أليس هو من قال عندما حاصر الحوثيين طلاب دماج السلفيين ان القوات المسلحة ستكون على مسافة واحدة من طرفي الصراع، وقال في كلية الشرطة انه اذا تضارب اثنين من عيالك افرع بينهم ولاتضرب احدهم لانه يكفيه ضرب اخوه..!!

 

بالنسبة لعلي عبدالله صالح طبعاً كان له دور كبير في المخطط (المحلي الاقليمي) للتخلص من الاخوان المسلمين (الاصلاح) ضمن مخطط السعودية أيام الملك عبدالله رحمه الله، والذي مول القضاء على الاخوان في مصر وغيرها، وكان صالح منتقماً لذلك عمل جاهداً للقضاء على الاصلاح كخصم له بمختلف أجنحته، العسكرية والقبلية والسياسية والدينية، فكلهم أوجعوه، وفعلا تماهى مع الحوثيين، لكن الحديث عن ان صالح كان لازال مسيطر على اسلحة الدولة ومعسكراتها وسلمها للحوثيين فهذا كلام فارغ، ويقوله من يريد ان يقلب الحقائق ويحمي الخائن الاكبر باسم الدولة وسيادتها..

 

نعم صالح انتقم من خصومه وساهم في ايصال الحوثيين إلى عمران بل وربما مكنهم من القشيبي ومعسكره من خلال بعض الافراد التابعين له في اللواء 310، وضغط على ماتبقى من اتباعه في معسكرات الحرس الجمهوري والمشايخ بعدم المواجهة او اعتراض الحوثيين، وكان كل هذا بالتنسيق مع السعودية التي رعت تحرك الحوثيين حتى وصولهم صنعاء، وكانت تنسق مع الكل لهذه الغاية، وأجزم انه لو كان صالح وقف امامهم وواجههم ورفض تقدمهم إلى عمران فان الدنبوع سيعلن انه معرقل للتسوية السياسية وسيطالب مجلس الامن بفرض عقوبات عليه..!!

 

أخيراً نحن كيمنيين وقعنا وبلادنا ضحية مخطط اقليمي تقوده السعودية كعدو تاريخي لليمن، وتماهي دولي أممي مدفوع، وارتزاق محلي يرقى إلى الخيانة العظمى من رئيس الجمهورية الذي يفترض به حامي الحمى، ومن الرئيس السابق الذي استسلم لاحقاده وخان شرفه العسكري والجمهوري والوطني وتماهى مع مخطط تدمير اليمن، وحينما أفاق قتلوه، ومن الحوثيين الذين قبلوا ان يكونوا بيدقاً بيد إيران لتصفية حساباتها مع السعودية، ولو على حساب اليمن واليمنيين..

زر الذهاب إلى الأعلى