الحياة

من هي « نجوى مكاوي » أول مناضلة يمنية ضد الاستعمار البريطاني؟

أغنى توثيق عن نضال وحياة المناصلة الوطنية نجوى مكاوي اسكنها الله الفردوس الاعلى من الجنه
بقلم/ سعاد العلس
مناضلات حرب التحرير

نجوى مكاوي.. سيدة الفوضى اللذيذة والحنو الشفيف

أول فتاة من عدن تنتهج  طريق العمل الفدائي الميداني إبان فترة الاحتلال البريطاني
تنحدر من أسرة برجوزاية مترفة من أعرق العائلات العدنية

كسرت المناضلة الراحلة نجوى مكاوى طوطم العلاقات الاجتماعية البرجوازية ( النشوية ) وأحالت منزلها في كريتر من صالونات العلاقات الكلاسيكية إلى مقر اجتماعات رفاق النضال المسلح ومخبئ للمنشورات التي تحرض على مقاومة الاستعمار البريطاني والمطالبة بالاستقلال ونيل الحرية

ولدت نجوى في تاريخ 2 أغسطس  1943عانت من اليتم في طفولتها المبكرة بفقدان والديها وهي بعمر عامين , فكفلها جدها لأبيها وأغدق عليها فيضا من الحب والحنان حتى أنه منحها ميراثها من والديها كاملا  عند بلوغها سن الرشد (خلافا لما ذكر في النص الديني وتماشيا مع روح الرحمة والعطف التي تميز بها الإسلام )

الكتابة عن المناضلة نجوى مرهقة  ومؤرقة لما امتازت به شخصيتها من صفات متناقضة كالعفوية والتلقائية ضدا على الشجاعة والجرأة وروح المغامرة ولعل الصفتين الأوليتين هما من أفضيتا الى الصفات الأخرى
كان اليتم المبكر قد ترك علامة فارقة في سلوكها التلقائي العفوي  وفي تعاملها مع الحياة يطفو على السطح هذا المسلك حد التماهي، حيث كان قدومها بسيارتها الفولكس واجن الفاتحة الزرقة  كرنفالا من الفرح حين يركض خلف سيارتها عشرات الأطفال انتظارا لما تجود به نجوى من الشوكلاته والحلويات التي كانت تزدحم بها سيارتها

في هذه اللحظات كانت تتجسم نجوى الطفلة اليتيمة ببراءتها وصفاء بسمتها التي ما فارقتها وكان يكفي حينها بأن أصفها  بالمرأة التي تستنطق الحياة ,

لعل صورتها هذه ماغادرت مخيالي منذ رأيتها لأول مرة ثابتة  رغم تقلب صنوف الأيام ومشيب الوقت ، ولا ينتهي مقدمها مشيعا بالفرح عند حد تحلّق الأطفال حولها فما ان تمد خطواتها لدخول أي منزل من منازل رفيقاتها للاجتماع حتى يهلل كل أفراد الأسرة فرحا بها ، نجوى المائزة بحب الجميع كانت تملك شفرة تفتح بها كل القلوب وهي مناغاتها للحب في كل مستوياته

بداية انشغال نجوى بالعمل السياسي

تواكبا مع المتغيرات السياسية العربية تحت تأثير حركة التغييرالقومية العربية والتحرر من الاستعمار التي سادت الوطن العربي تحديدا بعد ثورة مصرفي يوليو  عام 1952
تاسست جمعية المرأة العربية عام 1961 في عدن تناغما مع  الدعوات المركزة على الايمان بالوحدة العربية

يرجع الفضل في تأسيس هذه الجمعية  للسيدة رضية احسان الله ثم انضمت إلى صفوفها نجوى مكاوي ،عايدة علي سعيد ،وزهرة هبة الله ،وفتحية باسنيد ونجيبة محمد عبدالله وكان فرع الجمعية في مدينة الشيخ عثمان ترأسه ( نجيبة محمد عبدالله) وكانت نجوى تحرص على نقل النساء من كريتر
للمشاركة في انشطة الجمعية ، يمكننا القول بأن نشوء هذه الجمعية كان تبئيرا للنهضة  النسائية ومن خلال إدماجهن للانخراط في صفوف  الجمعية

بعد تأسيس الجبهة القومية استطاعت نجوى لسهولة تحركها ومقدرتها على الإقناع استقطاب عدد من الفتيات من بين أوساط الجمعية العربية للانضمام الى صفوف الجبهة القومية
في عام 1962 تحديدا أثناء اضراب طالبات كلية البنات هيأت نجوى مكاوي للطالبات سبل التحرك الشعبي في الأوساط الأهلية لكسب الدعم لهن

استطاعت نجوى تطعيم الجبهة القومية بإعداد من المناضلات تذكر رفيقتها في رحلة الكفاح المسلح الأستاذة فطوم علي أحمد:

كان انضمامي للجبهة القومية عن طريق نجوى مكاوي حيث فوجئت بها تزورني في كلية البنات بخورمكسر ودعتني للحديث بالساحة على انفراد وطرحت علي فكرة الانضمام إلى التنظيم قائلة أنهم عرفوا بأني توّاقة للفعل النضالي ولم تخبرني حينها بسبب سرية العمل من الذي أوصل لها هذه المعلومة ثم عرفت في وقت متأخر إنه أخي الذي كان قد سبقني في الانضمام للجبهة القومية

وتواصل الأستاذة فطوم علي أحمد حديثها عن علاقتها بنجوى

ربطني بها علاقة أخوية حميمة بعد انضمامي للتنظيم كانت نجوى خلوقة وبشوشة تحرص على زيارتنا في سكني بالمعلا واستطاعت خلق علاقة حميمية مع امي  وفي إحدى المرات أخذتني بسيارتها الفولكس واجن الزرقاء بمعية أختي الصغرى والرفيقة عائدة علي سعيد وزهرة هبة الله  في ذلك اليوم تحديدا كانت جبهة التحرير قد أعلنت الإضراب العام
وبطبيعة نجوى الميّالة إلى المغامرة أرادت أن تعرف مدى نجاح الإضراب لكن شباب من جبهة التحرير عرفوها واطلقوا الرصاص علينا ، كان هذا الموقف مخيفا خاصة أن أختي الصغرى كانت معي

يقول أحد رفاق نجوى

تعرفت شخصيا على نجوى مكاوي في أكتوبر 1965 م بصحبة المناضل الفقيد عبد الله احمد الخامري والفقيد محمد عبد الله الطيطي رحمة الله عليهم  خرجنا معا  من منزل الطيطي و مررنا عليها ليسلمها الخامري منشورات ستقوم بتسليمها بحسب  كشف بأسماء محددة من أجل القيام بتوزعها بمناسبة ثورة الرابع عشر من اكتوبر63 م كنا قبل ذلك قد مررنا على المناضلة زهرة التي كانت عضوة شعبة مدينة عدن ، اتفقت مع الخامري على تمرير المنشورات لنجوى لان حركتها ستكون أسرع لوجود سيارة شخصية لديها تواصلت العلاقة المميزة بين نجوى وعدد من قادة الفدائيين بعد الاستقلال ففي حركة 20 مارس 68م بعد الاستقلال  كان لنجوى مكاوي دور بارز في تهريب كل من مطيع وعبد العزيز ومحسن بسيارتها من مكان احتجازهم في مدينة الشعب واستمر هذا التواصل من قبل سالمين عندما تحمل  رئاسة الدولة حيث لعبت نجوى دورا مباشرا في مجلة الشعلة التي كانت تصدر تحت اشراف الرئاسة

عُرفت نجوى بكرمها الشديد فقد كانت باسطة كفها  للخير مانحة للعطاء بلا حدود فلم تقف جهودها   في دعم النضال ب
توسيع رقعة الأعضاء بل أنها بذلت كل ما ورثته عن أبويها من عقارات وأموال ومجوهرات لدعم الحركة والإنفاق على أسر رفاقها في النضال والجرحى من المناضلين حتى أنها لم تعد تمتلك سوى بيت ( وقف) كانت تعيش فيه مع جدتها

شاركت نجوى مع عدد من رفيقاتها زهرة هبة الله وفطوم علي أحمد وفوزية محمد جعفر وثريا منقوش وعايدة علي سعيد في إدارة العمل السياسي للمرأة في الجبهة القومية بيْد أن نجوى نحت منحى العمل الفدائي الميداني بكل مخاطره أهّلها لذلك حبها للمخاطرة دون وجل وفي كثير من الأحيان شوهدت وهي ترفض الانصياع لأوامر العسكر البريطانيين بالتوقف وتواصل قيادة السيارة وفي بعض الأحيان كانت تتعمد استفزازهم بردودها .

كان دور نجوى مكاوي في العمليات الفدائية هونقل السلاح للفدائيين و التمترس خلف العمليات الفدائية  تأهبا لنقلهم  بعد انتهائهم منها وانقاذ المصابيين منهم .

تروي رفيقتها في النضال شفيقة علي صالح :

اتذكر إن الرفيقه نجوى مكاوى كانت في زيارتي بأحد الأيام وعرفت إن الجنود وصلوا الى ركن الشارع  فكلمتنا إن لديها مسدس مطلوب توصيله لأحد الأخوه الفدائيين وتخاف أن يصادره عليها الجنود فقالت لها الوالده لاتهتمي اتركيه عندي وسأخفيه..ووجدتها تحطه تحت قصب وأعشاب الغنم التي كانت مولعة بتربيتها وبعد مرور الجنود ثم مغادرتهم وشعورها بالأمان أخرجت المسدس وسلمته لنجوى.. وتواصل المناضلة شفيقة روايتها :

كانت أمي تفرح بزيارة نجوى لأن نجوى كانت تحضر لاخوتي وعيال الجيران الشوكلاتة فعرضت عليها ان تقوم بعمل الخبز لها وللفدائيين ورحبت نجوى بالفكره وشجعتها وأصبحت تترقب موعد حضورها وتجهزه قبل وصولها..

وتروي السيدة أنيسه مخصري أرملة القيادي بتنظيم الجبهة القومية “عبدالواسع قاسم ” مدير تحرير صحيفة 14 أكتوبر / الثوري / رئيس تحرير قضايا العصر:

أتذكر إنه في أحد الأيام جاءت الاخت نجوى تطلب مني شيدر (حجاب ) عدني للتنكّر للقيام بمهمة وركبت دراجة نارية وكنت خائفة عليها وظللت أدعو لها بالسلامة

تقول إحدى زوجات السجناء السياسيين ( الشهيد محمد صالح عولقي )

كنّا في وقفة احتجاجية أمام سجن المنصورة للمطالبة بالإفراج عن أزواجنا المحتجزين دون محاكمة وإذا بجلبة وصراخ يحتدم بين الجنود الإنجليزية وامرأة لم أرها من قبل كانت تبصق على وجه الجنود بلا خوف سألت من هذه المرأة الشجاعة أجابوني هذه نجوى مكاوي

ومن مواقفها الشجاعية العديدة سواقتها للدبابة بريطانية طافت بها أرجاء مدينة كريتر في 20 يونيو يوم سقوط المدينة بيد الثوار حيث فرّ الجنود البريطانيين بعد حصار الفدائيين لهم وكانت المدينة في حالة حصار
فما كان منها إلا أن اعتلت الدبابة تطالب من الناس بالخروج لفتح المحلات ومزاولة الحياة العادية وقد يوم عظيما لا ينسى

11 /فبراير 1967

يوم استشهاد المناضل عبود  ( مهيوب علي غالب ) الذي أصبح فيما بعد يوم الشهداء

لعبت نجوى دورا مهما في إخراج جثمان الشهيد عبود من مستشفى الملكة سابقا الذي رفضت إدارة المستشفى تسليمه لرفاقه الفدائيين لدفنه  وتشييع جثمانه وطلبت حضور أحد من أقارب الدرجة الأولى لاستلامه ، فما كان من قيادة الجبهة سوى الاستعانة بنجوى مكاوي للخروج من هذا المأزق خصوصا وأن أسرة الشهيد كانت تسكن في أحدى قرى تعز بشمال اليمن
اتفقت نجوى مع ثلاث سيدات هم :

أم حسين بامدهف قامت بدور أم الشهيد عبود

منيرة محمد جعفر قامت بدور زوجته

نجاة بامدهف قامت بدور أخته
طلبت نجوى منهن الجلوس أمام مشرحة المستشفى والبكاء بصوت عال والصياح مطالبات بجثة الشهيد التي كانت بحراسة مشددة نظرا لخطورة الأمر الذي كان مناطا بالشهيد عبود ونجحت خطة نجوى واستلمت القيادة الجثة وذهبوا بها إلى منزل بالخساف لتجهيزجنازته وتمّ تشييعه في جنازته مهيبة  لم ترى مدينة عدن  مثلها بعد جنازة الشهداء الثلاثة أبناء القيادي في جبهة التحرير  عبدالقوي مكاوي

تزوجت نجوى من رفيقها في النضال ( عبدالوارث) سعيد الأبي الذي يعود إليه الفضل في توثيق تاريخ النضال المسلح ، ثم انفصلت عنه لاحقا

شاركت  نجوى مكاوي في المؤتمر العام الثاني للجبهة القومية المنعقد في جبلة محافظة اب في شهر يو نيو 1966 م بعد الدمج القسري في 13 يناير66 م ,
تميزت نجوى بحضور ونشاط  جماهيري وسياسي دائم في المظاهرات والمسيرات وتوزيع المنشورات ونقل رفاق  في سيارتها من مكان لآخر والاستعانة بها في اصعب الأوقات، وقد تعرضت للملاحقات والحجز مع رفيقات لها  في الشرطة وحجز سيارتها اكثر من مرة ، ولعل النشاط  البارز لنجوى  قد جعلها اكثر احتكاكا وقربا في علاقاتها بمعظم القطاعات بما في ذلك القطاع الفدائي

لم تتبوأ نجوى أي منصب بعد الاستقلال بل أنها بعد نفاذ كل ثروتها بإنفاقها على شراء الأسلحة ودعم الحركة ساءت أحوالها المادية وسافرت إلى الكويت للعمل والانفاق على نفسها على أن الرفيق علي عنتر وزير الدفاع آنذاك والأكثر قربا من الراحلة نجوى طلب منها العودة وأمر بصرف معاش لها

أصيبت نجوى بمرض الكبد في مراحل متأخرة ولم تحصل على نفقات العلاج في الخارج وعادت إلى عدن  لتجد نفسها بلا سكن بعد أن باعت بيتها الوقف لتنفق على علاجها  فأوتها رفيقتها في النضال (ملكة سرور) بمنزلها حتى تم صرف شقة لها بوحدة القطيع لم تمكث فيها سوى 3 أشهر حيث تضاعفت حالتها الصحية وتوفيت بتاريخ 20 يونيو 1981 عن عمر ناهز 38 عاما

حين أُنبيء الرفيق عنتر بوفاتها قال : ماتت نجوى بذات اليوم العظيم الذي قادت فيه الدبابة لتعلن تحرير مدينة كريتر

بيد أن يوم وفاتها كان خافتا لم يحضره سوى بعض من ذويها والرفيق علي عنتر الذي ألقى على قبرها كلمة مؤثرة عدد فيها مآثرها وأفضالها على مدينة عدن وعلى الجبهة القومية

ماتت المناضلة التي ملأت الدنيا صخبا وأدارت  رؤوس الدهشة والإعجاب وبوفاتها تطأطأت رؤوس كثيرة مازالت تعض أصابع الندم لنهايتها المؤسفة

بعد وفاتها أًطلق اسمها على الوحدة السكنية بمدينة المنصورة ( وحدة نجوى مكاوي ) باقتراح من رفيقها في النضال أحمد محمد قعطبي ( وزير الإسكان  ) وبمباركة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وهكذا أصبح اسم نجوى متداولا مثات المرات في اليوم بيد أن الكثير يجهل من تكون نجوى مكاوي.؟  التي وصفها رفيقها في النضال محمد علي الريوي بالمرأة الحديدية / امرأة بآلاف الرجال .
ما حاورت أحدا من رفيقاتها ورفاقها عبر هذا الفضاء الأزرق إلا واحسست بغصة تأوه يكسر الحرف قبل كتابته وفي كثير من الأحيان تولّى الدمع أمر الكلمة

رحم الله نجوى مكاوي أيقونة الكفاح المسلح ووشم الفخر على أجبنة نساء عدن

كل الشكر والتقدير لذاكرات أينعت  بسيرة نجوى مخضلة بالدمع تروي مروج الحكاية

لرفيقاتها في رحلة الكفاح المسلح

الأستاذة المناضلة فطوم علي أحمد

الأستاذة فوزية محمد جعفر
الأستاذة أنيسه الصايغ

د.اسمهان العلس
الأستاذة شفيقة علي صالح

ناريمان خليفة

نجوى سعيد

ملكة سرور لصقيتها في مرحلة وحدتها ومرضها وحتى لحظة دفنها في مقبرة القطيع

المناضل محمد علي الريوي

جرت العادة أنه بموت صاحب الشأن تسدل ستائر الحكاية إلا في حالة نجوى يرفع الستار عن فصول الحكاية

مواقف مشتركة مع رفيقاتها

شفيقة علي صالح
حصلت لي انا ونجوى مكاوي في نهاية الستينيات..ذهبت وإياها الى الخيسه بسبارتها للجلوس مع مجموعة من الشابات في بيت الأخت نجوى سعيد وعند عودتنا بعدالمغرب وفي نقطة تفتيش يشرف عليها الجنود الإنجليز تعمد احدهم أن يسألها عن اسمها فردت عليه نجوى مكاوي فعلق متهكما هاااه مكاوي FLOSY وبمنتهى التلقائيه ردت No N.L.F فسخر No مكاوي FLOSY..فأنفعلت وبلغتها الانكليزيه المكسره ردت NLF ON Your Eyes..وكانت تقصد بلهجتنا وعلى عينك ..فما كان منه ال أن طلب منا النزول من السياره وقام بحجزنا بالخيمه.وبقينا بالحجز حتى التاسعه مساء..وبعدها تم إطلاقنا..وعرفنا بعدها إن رجال التنظيم في شرطة البريقه وصلهم الخبر وتواصلوا مع قيادة الانجليز وحذروهم من تبعات حجز نساء وماسيترتب عليه من ردود افعال فصدرت الأوامر بإطلاقنا.
فوزية جعفر

في إحدى المهمات اللي كن
ت مكلّفة بها مع المناضلة الفقيدة نجوى مكاوي بتوزبع منشور يخص استشهاد الرفيق عبود بدانا بالتوزيع من الزعفران مرورا بحافة القاضي وبقية الشوارع ونحن بسيارة نجوى الفولسواجن الزرقاء حتى وصلنا عند مقهاية زكو وإذا بدوريه بريطانيه تفاجانا بتوقيفها لنا وطلبوا مننا النزول من السيارة لاعتقالنا فرفضنا واغلقنا ابواب ، اضطررت الدورية تستدعي دبابة أتت على الفور وأخدوا يربطوا سيارتنا بسلسلة مع الدبابة وسحبنا حتى شرطة خورمكسر
زحفت الناس بعدنا الى الشرطة ولكنّا رفضنا النزول حتى جاءنا مدير شرطة وهو من أبناء عدن ووعدنا أننا سنكون بضيافته ونزلنا على مسؤوليته ومكثنا ثلات ساعات وتحت ضغط الشباب المتجمهرين اضطروا أن يفرجوا عنّا

نجوى سعيد
ذهبت مع المناضلة نجوى مكاوي رحمها الله الى فقم للالتقاء بالأخت آسيا شنجي وفي الطريق وجدنا نقطة تفتيش  أمام مقبرة البريطانيين لم يكن معنا سوى ميثاق الجبهة القومية الذي أخفيته داخل ملابسي بمجرد رؤيتي للجنود الإنجليز وقفنا عند النقطة وطلبوا من نجوى فتح الصندوق الخلفي للسيارة لتفتيشها ثم سمحوا لنا بالمغادرة وفي الطريق أمام بوابة معسكر صلاح الدين وجدنا نقطة تفتيش أخرى طلبوا منا النزول وتفتيش السيارة وكان الجنود يتلفظون بألفاظ قذرة ونجوى رحمها الله ترد عليه بإنجليزتها المكسرة سألونا إلى أين ذاهبات فأجابتهم إلى البحر رد عليها أحدهم هل تسبحين ؟؟بقينا في النقطة ربع ساعة في مهاترات ثم سمحوا لنا بالتحرك وفي عقبة فقم فوجئنا بدورية من العسكر الإنجليز تتابعنا وسمعنا صفارة إنذار وكانت نجوى مسرعة والطريق ضيقة وصلنا العقبة فإذا بدورية أخرى تنزل من الجبل لتحاصرنا بجانب مدرسة في العقبة  وخاطبونا بلهجة حادة أنت قلتِ رايحة البحر وليس إلى فقم وقاموا بضرب السيارة وتحلق حولنا المواطنيين وكان هناك أحد الجنود من جيش الاتحاد يقوم بدور المترجم وأبلغنا بأن الجنود بيأخذونا معهم للاحتجاز ولكنا رفضنا وقاومناهم وأنتهى الأمر بأن طلبوا منا العودة من حيث أتينا وفشلت مهتنا

ناريمان خليفة

كانت لي علاقة شخصية بالمرحومة نجوى مكاوي كانت تتردد كثيرا على بيتنا ولها علاقة مميزة مع والدتي ثم تطورت العلاقة بيننا إلى علاقة نضالية بحكم انتمائنا للعمل السياسي ، في المرات التي كنا نقوم بتوزيع المنشورات تعرضنا للاعتقال وكانت معي د. سعاد يافعي وانتصار علوي وهناك وجدنا في شرطة كريتر نجوى مكاوي وفوزية محمد جعفر وأنيسه الصايغ وأنيسه عبود وانتشر خبر اعتقالنا وتجمعت أعداد من المواطنيين للضغط والمطالبة بالإفراج عنا وبالفعل تم الإفراج عنا في اليوم التالي.

يمن دايركت

زر الذهاب إلى الأعلى