الشرعية والحوثيين يقضون على مستقبل اليمن
محمد الخامري
المعروف أنّ هناك صراع نفوذ اقتصادي محتدم بين اميركا من جهة، والصين المستمرة في العمل بأكبر مشروع اقتصادي عالمي “طريق الحرير الدولي” الذي أعلنه الرئيس الصيني في قمة “طرق الحرير الجديدة” اواخر ابريل 2019 بمشاركة ممثلين عن 150 دولة يمر بها الطريق عدا اليمن التي لم يمثلها أحد في تلك القمة، وربما لم توجه لها الدعوة رغم موقعها الاستراتيجي الفريد ومساحتها الجغرافية الكبيرة التي سيمر فيها المشروع من حضرموت شرقاً مروراً بعدن، وحتى اللحية وكمران شمالاً..!!
المعروف ان هناك حرب قائمة وصراع وصل حد كسر العظم بين الصين والولايات المتحدة الأميركية حول النفوذ الاقتصادي، وصل إلى شركات هواوي الصينية وجوجل الاميركية..!!
والمعروف أيضاً ان اسرائيل ربيبة اميركا، ومصالحهما واحدة تبعاً لغرفة الكونترول الضابطة لإيقاع البلدين، وبالتالي فإن التواجد الإسرائيلي في سقطرى قد يعيق مسار الطريق الصيني المقرر بربط ميناء جوادر الباكستاني العملاق بميناء عدن الاستراتيجي، وإجبار الصين لإعادة رسم مسار الطريق من جديد، وذلك باستيعاب ميناء دبي البعيد جداً عن المسار الحالي، ومن ثم الاتجاه غرباً نحو الموانئ السعودية في البحر الأحمر عبر الصحراء..!!
معنى هذا لو تم، فإن قياداتنا في الشرعية بالرياض، والحوثيين في صنعاء يكونوا قد قضوا على واقعنا الحاضر وضيعوا مستقبلنا للأبد..
السعودية والامارات وقعوا العام الماضي اتفاقية إنشاء طريق هايبرلوب يختصر المسافة بين دبي الاماراتية وجدة السعودية ب80 دقيقة فقط، أي انه سيكون ضمن طريق الحرير الدولي ولن يحتاجوا إلى عدن ولا إلى غيرها من الموانئ اليمنية..!!
“هايبر لوب”، هي كبسولات من الألمنيوم تسير داخل أنابيب من الصلب، ولاتتأثر بالأحوال الجوية، وتوفر سلامة أكبر للركاب واماناً أكثر للبضائع، مقارنة بوسائل النقل الأخرى، كما أنها لاتتأثر بانقطاع التيار الكهربائي، بسبب وجود بطاريات ليثيوم آيون تضمن وصولها.
السلام هو الحل