الحياةحائط

” أطباء بلا حدود ” في مركز العزل بالسحول بمحافظة إب .. بارقة أمل في زمن الجائحة.

نشوان النظاري
في 24 من يونيو المنصرم، تم إدخال غانم قائد ناصر البالغ من العمر 60 عاماً ويسكن في مديرية السياني بمحافظة إب، في حالة صحية حرجة إلى مركز السحول المتخصص لعزل مرضى كوفيد19، المدعوم من منظمة أطباء بلاحدود في محافظة إب وتحت إشراف هيئة مستشفى الثورة ومكتب الصحة بالمحافظة.
يقول غانم: ” بدأ الأمر بحمى شديدة وسعال ودوار، بعدها لم أستطع التنفس. كنت على حافة الموت لمدة 8 أيام. تم نقلي إلى هذا المركز وعولجت في وحدة العناية المركزة لمدة أربعة أيام. بفضل الرعاية التي تلقيتها هنا عادت الحياة إليّ ، وعندما بدأت أشعر بتحسن ، تم نقلي إلى قسم الرقود. أشكر جميع الطاقم الطبي الذي ساعدني. بعد الله ، هم سبب بقائي على قيد الحياة “.
بعد أسبوعين تم خروج غانم من مركز العزل بعد أن استرد عافيته. وقد حصل على وداع مؤثر من الفريق الطبي وهو الأمر الذي يفعلونه عادةً لكل المرضى الذين يغادرون المركز بعد تعافيهم.
يستمر وجود كوفيد19 في محافظة إب، وهي واحدة من أكثر المحافظات كثافة سكانية إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة ناهيك عن النازحين من محافظات ” تعز، الحديدة، الضالع ،،” وكذلك من مناطق الصراع، والذين يقدر عددهم بأكثر من مليون نسمة.
منظمة اطباء بلا حدود السويسرية العاملة في المحافظة بعدة محاور ” مستشفى ناصر، مستشفى القاعدة، مركز العزل بالسحول”، هي منظمة طبية مستقلة ومحايدة ونزيهة، تعمل في اليمن لمساعدة المتضررين من النزاع في جميع الجوانب وحتى في نطاق خطوط المواجهة الامامية.
خدمات المنظمة متاحة إلى أي شخص بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء ، وهي تعمل في 70 دولة حول العالم ، ولضمان استقلالية المنظمة فانها لا تقبل المنظمة التمويل من اي حكومة أو وكالة دولية لبرامجها ومشاريعها في اليمن أو في اي مكان وتعتمد فقط على التبرعات من الأفراد الذين يصل عددهم إلى 7 ملايين شخص من أنحاء العالم يقدمون تبرعات مالية صغيرة كل شهر .
أدى القصف العشوائي وتصاعد حدة القتال وتفاقم الوضع الإنساني، والنقص المستمر للإمدادات والطواقم الطبية إلى إغلاق أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن مما أدى الى موجة نزوح مهولة حيث نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص منذ بداية الحرب في عام 2015، وكذلك انتشار الأوبئة مثل الكوليرا والديفتيريا (الخناق)، مرض الحصبة الفيروسي شديد العدوى، والذي يعتبر أحد أكبر أسباب وفاة الأطفال في اليمن. عالجت أطباء بلا حدود 1,787 شخصاً من الحصبة في اليمن خلال عام 2018م.
ومع وجود أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية، فقد بات من الضروري بمنظمة أطباء بلا حدود أن تكثف من حجم نشاطها في اليمن ليصل إلى اكبر انشطتها على المستوى العالمي.
واليوم ها هي المنظمة تواصل جهودها وترسل فرقها لتواجه جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 في ربوع اليمن وكافة مناطقة، حيث تقدم المنظمة كجزء من إلتزامها رعاية صحية راقية ومستمرة للأشخاص الذين يعانون من الوباء ، لذا فانها تقوم بدعم السلطات الصحية المحلية لتشغيل مركز السحول لعلاج كوفيد19، والذي بدأ باستقبال المرضى منذ 14 يونيو. ولديه سعة سريرية تقدر بـ 18 سرير في وحدة العناية المركزة و 70 سرير للرقود.
يواصل فريق أطباء بلا حدود تقديم الدعم للمركز من خلال تدريب ومراقبة الموظفين ، كما يقدم الأدوية والإمدادات الطبية بما في ذلك معدات الحماية الشخصية (PPE) ، ويساعد على وضع جميع تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها(IPC) وتوفير معدات ومواد النظافة، كما تقدم المنظمة – أيضاً – دورات تدريبية للتثقيف الصحي في هذا الجانب لكل من موظفي وزارة الصحة ومقدمي الرعاية الخاصة.
في غضون ثلاثة أسابيع استقبل مركز السحول
أكثر من 30 مريضا، وهم يتلقون رعاية صحية عالية الجودة في ظل اهتمام ومتابعة مستمرة لحالتهم ولقد خرج بصحة جيدة ما يتجاوز الثلثين من العدد والمركز يستقبل على مدار الساعة جميع الحالات المشتبههة او المصابة بكوفيد-19.

زر الذهاب إلى الأعلى