حائط

ذكرى 17 يوليو.. يوم تولي صالح الحكم

محمد الخامري

 

 

في مثل هذا اليوم 17 من عام 1978 تولى الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله مقاليد الحكم في الشطر الشمالي من اليمن آنذاك..

يُكثر اليوم أتباعه ومحبيه من الحديث عن منجزاته والمبالغة فيها، حتى يخيل اليك انك تقرأ عن علي بن ابي طالب وليس عن علي بن ابي صالح، ويقومون بمقارنتها بما تبعها من خيبات ونكبات على يد من جاء بعده..
بالمقابل يُكثر خصومه من ذكر مساوئه والتنكر له، والتطرف الشديد حد الجحود؛ وتجريده من أي منجزات عملها إبان حكمه، وهي ممارسات نزقة وغير سوية؛ وتدخل في باب الفجور في الخصومة..!!

وبعيداً عن التعصب المذموم قدحاً ومدحاً؛ كان علي عبدالله صالح رحمه الله رئيسا للجمهورية لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، له ماله وعليه ماعليه كأي مسئول في الدولة..
كان قائد عسكري محنك، وزعيم سياسي قدير، وهذا ليس تقييمي له، بل ماقاله العديد من السياسيين الكبار في العالم، لكنه ليس منزهاً عن الخطأ، فأخطاؤه كثيرة جداً بالنظر إلى الفترة الطويلة التي حكمها، سواءً على المستوى الشخصي او المستوى العام؛ لأنه بشر وليس معصوم، والذي لايعمل لايخطئ، وسيكتب التاريخ سيرته دون تعصب له او عليه، لكن المؤكد انه لم يكن ملاك منزه، أو شيطان رجيم، بل انسان عادي، حكم بقدراته وفساده ونزواته وشهواته، أخطأ في بعض القضايا والمواقف والممارسات وأصاب في غيرها..

اليوم، وبعد قرابة ثلاث سنوات على وفاته رحمه الله.. وقد أفضى إلى ماقدم، وأصبح بين يدي ربه، مرهون بعمله، يجب على خصومه ان يتحلوا بأخلاق الإسلام الذي نهى عن ذكر مساوئ الموتى؛ فضلاً عن شتمهم، أو يتحلوا بأخلاق الفرسان النبلاء الذين يأنفون مصارعة المتجرد من السلاح، وغير القادر على الرد، فهو خصم سياسي وليس خصم شخصي، وتموت كل الخلافات السياسية بموت الخصم او تنازله، وعند الله تجتمع الخصوم..!!

يجب على أسرته أولاً؛ خصوصاً من لازال في المشهد كالعميد طارق والسفير احمد، ثم أتباعه ومحبيه وقيادات حزبه الانتصار لمبادئه التي كان يرفعها في حياته، وعدم التفريط بها، كالنظام الجمهوري والوحدة اليمنية التي كان له الدور الابرز في تحقيقها، والمساهمة بفاعلية في حماية اليمن من التشظي والانقسام، والعمل على وأد الفتنة الطائفية التي يتم استغلال الحرب وتكريسها بشكل ممنهج بين اليمنيين، والتصدي لصراع المصالح الدائر على رؤوسنا ويعبث ببلادنا ومقدراتنا، والدعوة للامن والسلام وانهاء الحرب واستعادة الدولة ومؤسساتها..
حينها فقط يكونوا قد احتفوا واحتفلوا بزعيمهم بما يمكن ان يخلده التاريخ، وتحفظه الأجيال القادمة له كزعيم سياسي، ولهم كقيادات دولة، ولحزبهم كتنظيم جماهيري فاعل في الساحة السياسية..

زر الذهاب إلى الأعلى