هؤلاء هم اليمنيون.. هم الجريمة والضحية
د. مروان الغفوري
توقفوا عن ترديد “على اليمنيين أن”. من هم اليمنيون؟ هم أولئك الذين يقتحمون المدن والمديريات تحت لافتة الحوثيين؟ هم أولئك الذين يضربون المباني العامة بالمدفعية تحت لافتة المجلس الانتقالي؟ هم الذين يسرقون الناس في المعابر والسفارات تحت لافتة الشرعية؟ هم الذين يزيفون حقيقة الحرب والمأساة تحت لافتة “منظمات حقوقية”؟ هم الذين يحرضون دولا شريرة ضد أبناء بلدهم تحت لافتة “مثقفون”؟ هم الذين يزرعون الألغام في بلدهم؟ هم الذين يديرون سجونا سرية لمصلحة بلدان أخرى؟ هم الذين يجرفون آثار 26 سبتمبر في الشمال و22 مايو في الجنوب؟ هم الذين يخونون الجنود ويبيعونهم في الجبال؟ هم الذين تمالأوا على إنكار الوباء وقتلوا أهلهم وجيرانهم؟
هم الذين سلموا كل السلاح الجمهوري للملكية نكاية بمديرية، هم المتشبثون بهادي دفاعا عن وظائفهم العامة، هم الذين يخوضون أكثر من 40 حربا ضد أنفسهم في الوقت نفسه، هم الذين لم يعودوا يحتفلون بعيد وطني واحد، هم الذين صار لكل قبيلة فيهم علم وتاريخ، هم الذين توزعوا عبيدا وكلاب صيد لعشر دول، هم الذين يمضغون القات حتى يتمكنوا من تقديم نصائح لليمنيين، هم الإلهيون الذين يريدون الخمس من شعبهم، وهم العكفة الذين يحرسون الخمس، هم الذين فاضت قلوبهم بالكراهية وينقلون السلاح من كتف إلى كتف، الملكيون في الليل، الانتقاليون في النهار، الجمهوريون في المقيل، الميلشويون قبل الغروب، هم الذين فجروا المنازل، اقتحموا المعسكرات، سحقوا الحكومة في صنعاء ثم سحقوها في عدن،
هم …..
هؤلاء هم اليمنيون، كلهم يمنيون.. هم الجريمة والضحية
مزقا، وشعوبا، وشظايا.
لقد انفجر الركن الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية ولن يعود إلى ما كان عليه في المدى المنظور.
فجره اليمنيون من الداخل وأهلكوا أنفسهم. ثم، بعد أن تاهوا كخراف بناء إسرائيل، لم يعودوا يمنيين.
أما اليمنيون الحق فقد قتلتهم هذه الحرب اللعينة في بداياتها.
كانت جمهورية لا نستحقها، وكانت دولة افترستها القبيلة، وكان شعبا مثل “كيس المجذوب” ..