فبراير للتوفيق لا لبث الكراهية
محمد الخامري
على ماذا قامت ثورة فبراير..!؟
– هل قامت ضد نظام حكم فاسد ومنظومة متكاملة؛ ام على شخص الرئيس السابق وأسرته فقط..!!
📌 بعد مرور تسع سنوات من ثورة فبراير المسروقة؛ والتي لم تحقق أيٍ من اهدافها غير رحيل صالح من الرئاسة بالاتفاق معه على تقاسم السلطة ممثلة بأتباعه وأنصاره، لابد من عصف ذهني لتقييم ثورة فبراير قبل وبعد ١٨ مارس (جمعة الكرامة)، وعدم خلق حاجز وهمي يزيد الشق المجتمعي بين اليمنيين من خلال فرزهم مع وضد فبراير..
📌 ثورة فبراير كانت محاولة جادة من شباب نقي؛ خرج للاحتجاج على اوضاع فاسدة ومظالم كانوا يعانون منها، ونظام لم يبنِ دولة حقيقية؛ بقدر مابنى أسرة حاكمة وأسر ارستقراطية كانت أيضاً حاكمة ومشاركة في كل الاختلالات الفاسدة، وعلى رأسهم الجنرال علي محسن الاحمر والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وغالبية من قفز إلى ساحة التغيير وأعلن ثوريته على عفاش، وتحولت الساحة بعد جمعة الكرامة (١٨ مارس) من ساحة ثورة شعبية؛ إلى مغسلة للفاسدين، تولى إدارتها تنظيم سياسي معروف وصادر قرارها وسيطر على مكتسباتها ولم يستطع إدارة الدولة بعدها لأنه انشغل بترتيب اوضاعه وأتباعه، فوصلنا إلى وضعنا البائس اليوم..!!
📌 اليوم.. ونحن في أحلك ايام اليمن سواداً، وبدلاً من مراجعة النفس وتلافي اخطاء المرحلة السابقة، نجد من يرش الملح على الجرح، ويعمق الشرخ المجتمعي بين اليمنيين ببث الكراهية وتقسيم المجتمع بين اصحابه الملائكة وخصومه الشياطين، مع السب والشتم والتفسيق والتخوين لكل من ليس معهم..
📌 الفجور في الخصومة اوردتنا المهالك، واوصلتنا إلى اننا اصبحنا بلا وطن آمن مستقر كباقي الشعوب في العالم، وأساس الفجور في الخصومة هي التيارات والجماعات الدينية التي تنطلق في علاقتها بالآخر من نظرة دينية وتنزل الايات والأحاديث عليه وكأنها وأفرادها الصحابة وغيرهم كفار قريش او يهود بني قريضة..
📌 الحل..
العودة للعقل والمطالبة بإنهاء الحرب وعودة السلام والمصالحة الوطنية الشاملة التي لاتستثني احدا وفق قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وجبر الضرر الذي أثبت نجاحه في العديد من الدول التي كانت اشد تخلفاً وفقرا منا، والتي شهدت حروباً ونزاعات طويلة كجنوب افريقيا ورواندا التي اصبحت اليوم مضرب المثل في مؤشرات التنمية عالمياً بعد عشرين عاماً فقط على أشرس حرب اهلية شهدها العالم منتصف العام ٩٤..