حذاري ممن يعش بيننا بوجهين
نبيل انعم
أستسمحك عذرا .. اخي العزيز احمد حامد لملس الامين العام لهيئة الرئاسة للمجلس الانتقالي .
ايها الشاب المثقف الخلوق الواسع الادراك الذي تحاول بقدر الامكان
وبكل مااؤتيت من قوة ان تجمع ابناء عدن للحفاظ على مدينتهم ومدنيتهم ومؤسساتهم ليكونوا أكثر حضارة بعيدا عن السفسطائية ، والشللية والمناطقية وعدم الاحتكام لقانون الغاب ، وعدم هدر المال العام ، والحفاظ على الوظيفة العامة ومكانتها حتى يؤكدوا للعالم بان عدن لم تتغير ستظل عدن قلعة الصمود والتصدي .. عدن السلام .. عدن الامن والامان .. عدن الاستقرار والاستثمار .
اخي احمد لملس :
اننا نكن لكم كل تقدير لجهودكم الطيبة في محاولاتكم لجمع شمل ابناء البيت الواحد مؤسسة 14 اكتوبر .. هذا تأكيد صادق على النية المبتغاة في اصلاح هذا الدار الصحافي العريق ..
فللاسف الشديد وضع هذه المؤسسة ، ومثيلاتها مرتبط بالوضع السياسي للبلد كونها مؤسسة مستقلة ماليا واداريا وخاضعة كلية لسلطة الدولة وصحيفتها 14 اكتوبر ناطقة باسم الحكومة .. هي رغم انها مؤسسة صحافية فقد طغى عليها الادارة والمال
، فبدلا من ان يكون الجانب المالي والاداري في خدمة العمل الصحفي
وتطويره ، وكذلك في تحسين مستوى معيشة الصحفي واعطائه الوضع والمكانة التي تليق به أسوة بأقرانه من الزملاء في بقية الصحف الرسمية نجد وضعه لايسر صديق ولا عدو .
فالفساد الذي استشرى فيها لم يكن وليد الصدفة
بل تراكميا .. وما الرسائل الصوتية والكشوفات والسندات التي خرجت الى العلن والتي رفعت من سقف الاتهامات المتبادلة ، ووسط هذه المعمعة والتجاذبات .. وما ظهرت مؤخرا من اشكالية في راتب ( يناير ) 2020 م دليل على الفساد المستشري ، وزاد الطين بله التسيب والصراع السياسي في البلد .
قد يقول البعض اننا انتقالي .. اؤكد لكم باننا لست انتقاليا بل انتقاديا
.. ولست منتميا لأي حزب ، ولكن .. انتمائي كاملا لوطني الاكبر الذي ولدت فيه وترعرعت بين احضانه .. ليس ذلك إجحافا بحق احد ، و لكن انا احب الحرية .. احب الانطلاق في الكتابة .. لا احب الاملاء من احد .. ولدت حرا وسأعيش حرا رغم كل المنغصات والمصاعب والعراقيل التي بين الحين والاخر تحاول اخراس أي صوت جهوري وطني صادق .
لا احب الا التماسك والتآلف والتآزر بين الجميع .. يؤلمني التنافر والتآمر .. ويزيدني الما وجرحا الدم النازف .. يزعجني ويتعبني الكذب وذات الوجوه المتعددة .
اخي احمد لملس :
هناك من يعش بين ظهرانينا بأكثر من وجه .. ان هؤلاء نفوس مريضة ومصابة بالانفصام لا لوم عليها اذا تمادت وتصرفت
دون لياقة كونهم يعيشون حياتهم بشخصيتين ، شخصية تتقبل الواقع وتتماشى وتتعايش معه ، والشخصية الاخرى ترفضه وتتمرد عليه مستخدمة اساليب شتى في تمزيق أواصر العلاقات الانسانية بين افراد المجتمع .
لذا لم يكن غريبا ولامفاجأة مايبدر من هذا النفر من تصرفات تنم عن حقد وبغض كبيرين قد ملأ قلبه وعقله بهما مما جعلاه يعيش بين ظهرانينا بأكثر من وجه .
حقيقة ان التعامل مع مثل هؤلاء صعب للغاية ، لاننا نصطدم بافعالهم النكراء وتصرفاتهم المليئة بالمكر والاحتيال والتقلبات والامزجة المختلفة .
حذاري .. ثم حذاري الشديد من هذا النفر ، فالحياة قد خبرته على الاستمرار والتعوذ والعيش بوجهين وجه يجاري به افعاله ، ووجه يداري به افعاله .
انه يتفوق بإمتياز محدثا ضجيجا وجاذبا إنتباه الجميع اليه مستغلا كل الوسائل الممنوحة والممنوعة حتى يستطيع تمرير كل مايصبو اليه .
ان مثل هذا الانسان الذي تجرد من آدميته يعيش على الطحالب معتبرا ذلك بانه يحصن نفسه متجاهلا بان تلك الطحالب التي حصنته سيأتي يوم وتقضي عليه .
من هذا المنطلق يتم التأكيد بان هؤلاء هم الفاسدون الوصوليون الذين ينتزعون اللقمة من فم الجائع لاوزر لهم ولا وازر .. ميتيي الضمير .. يخلقون الفتن ، ويشغلون ابناء الوطن عن البناء والتنمية ، ويعملوا على طمس وهدر كل القدرات والامكانات لجعل الوطن في ” محلك سر ” .