لننعم في دنيا الأمل
سمر والي
……………
كم واجهتنا ابتلاءات وهموم في حياتنا، وعشنا أياماً قاسيةً، لكنّنا في كل مرّةٍ ؛ كنّا نتجاوزها ، ونخرج من بعدها أقوياء قد صقلتنا الحياة بتجاربها؛ وذلك لأن أملنا بالله دوماً كبير ، بأنه لن يخذلنا، ولطفه الخفي سيرافقنا أينما حللنا، وسيجبر قلوبنا جبراً يليق بمقامه سبحانه .
الأمل كلمة تحمل الكثير من المعاني الجميلة في طياتها؛ فهي تجعلنا نشعر أن الدنيا مازالت بخير ، وأن الوصول إلى السعادة مازال ممكناً، وأنه من الألم يولد الأمل؛
سبحان الله كلمتي أمل وألم نفس الأحرف وكأننا نعلم أنه بعد آلامنا ستشرق فينا روح الأمل من جديد، وترسم لنا طريقاً ملؤه التفاؤل واليقين بغد ٍ أفضل .
لولا فسحة الأمل التي تشع في قلوبنا لما طابت الدنيا لأحد، ولعاش الإنسان صريع كآبته، مقتنعاً بواقعه، ولتوقفت طموحاته، ولما سعى لينتشل نفسه من هذا المستنقع ويقف على قدميه مجدداً ، ليبني حلمه الذي داعب مخيلته على مدار سنوات. لكل منا مشاريعه وأحلامه، وأن نبذل الغالي والرخيص لتحقيقها؛
فهذا يتطلب منا أن نتسلح بالقوة، وعلينا أن ندرك أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ، وأن ارتقاء سلم النجاح يبدأ بدرجة . مادام في قلوبنا أمل؛ سنتجاوز الصعاب في سباق الحياة ، فاليأس والاستسلام ليس من شيمنا. فإذا حاصرتك الهموم فلا تغلق أبواب قلبك؛ بل انتظر قدوم الفرح ، وافتح قلبك لنسماته ، ودع الشمس تلقي بخيوطها الذهبية على حياتك لتنيرها وتعيد إليها نضارتها الضائعة . ثق دوماً بأن الغد جميل ، ولا تحزن على الماضي ، لأنه ذهب ولن يعود .
فنحن نعيش لكي نكون فاعلين نرسم ضحكة ، نضيء عتمة، نمسح دمعة ، كلمة صغيرة لا تلقي لها بالاً قد تكون حبل نجاةٍ لإنسان ٍ غارقٍ في بحرٍ من الظلمات. الثقة بالله أسمى أنواع الأمل؛ فلنركب معاً هذه السفينة التي ستنقلنا من أنهار اليأس والفشل، إلى بحار السعادة السرمدية ، ولتكن جسر العبور إلى الحياة الباقية؛ حيث لا آلام ولا أحزان. كن ذا أثر دوماً ، وازرع في نفوس من حولك ربيعاً مزهراً، وانثر شذاه العطر ودعه يفوح في كل مكان، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس .
” يقال بأن المرء يحتاج لثلاثة أشياء فقط ليشعر بسعادة حقيقية في هذا العالم ؛ شخصٌ يحبه، شيءٌ ما يفعله، وشيءٌ يأمل حدوثه” فسلاماً لكل تلك القلوب التي أعياها طول السفر ، وسلاماً لكل من بذل جهده ، لكل المتمسكين بأحلامهم، ولكل من أرهقهم الانتظار ومازالوا متماسكين.