القصة الكاملة لـ”عروس داعش” يمنية الأصل
رفض القضاء الأمريكي، الخميس، طلب الجنسية الذي تقدمت به متشددة شابة محتجزة في شمال شرقي سوريا ولا يريد دونالد ترامب أن تعود إلى الولايات المتحدة، بحسب ما أعلنت محاميتها.
وقالت المحامية كريستينا جامب، في بيان: “نشعر بخيبة أمل ولا نوافق على القرار، لكن هذا ليس نهاية الخيارات القانونية بالنسبة إلى موكلتنا”.
وكررت المتشددة السابقة، هدى مثنى 25 عاما، والملقبة بـ”عروس داعش”، في مقابلة مع قناة “إن بي سي نيوز” التليفزيونية الأمريكية، في وقت سابق هذا الشهر، مطلبها بالعودة إلى الولايات المتحدة حيث ولِدت، وهي عودة رفضتها واشنطن التي لا تعتبرها مواطنة أمريكية، بحسب سكاي نيوز.
وقالت مثنى إنها “تأسف لكل الأشياء” التي فعلتها ضمن تنظيم “داعش”، الذي انضمت إليه في عام 2014 بعد تحولها إلى التطرف في ولاية ألاباما الأمريكية جنوب شرقي البلاد، حيث كانت تعيش مع أسرتها.
من هي عروس داعش
بدأت قصة “عروس داعش” هدى مثنى في عام 2014 مع وصولها إلى سوريا وتغيير اسمها إلى “أم جهاد”.
كانت هدى مثنى من أكبر الناشطات في تنظيم “داعش” عبر وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية، وكانت تثير الحماس وتحض أقرانها الأمريكيين خصوصًا على اللحاق بصفوف التنظيم، بحسب “بي بي سي”.
وهربت هدى من منزل أسرتها في مدينة هوفر بولاية آلاباما عندما كانت في العشرين من العمر وتدرس في الجامعة، ووصلت إلى تركيا في شهر نوفمبر 2014.
وكذبت على أسرتها وأوهمت والدها أنها تسافر إلى ولاية أخرى في إطار رحلة دراسية، بعد أشهر عديدة من التخطيط والترتيب بعيدا عن رقابة أسرتها اليمنية الأصل.
واستقرت “أم جهاد” في البداية في “عاصمة الخلافة” الرقة وهناك تزوجت المقاتل الأسترالي الأصل سوحان رحمان، وكان ذلك أول زواج لها، وقتل زوجها الأول خلال معارك مدينة كوباني، وإثرها كتبت هدى عبر تويتر مخاطبة مسلمي الولايات المتحدة “أريقوا كل دمائهم ما دمتم تعيشون تحت حكم أكبر أعداء الإسلام”.
بعدها تزوجت هدى مقاتلا تونسيا، وأنجبت منه ابنها البالغ من العمر 18 شهرا، وقتل زوجها الثاني في معارك مدينة الموصل العراقية. ومع سقوط الموصل وعاصمة الخلافة الرقة انتقلت هدى مع المئات من النساء والأطفال إلى المنطقة التي كانت لا تزال تحت سيطرة التنظيم شرقي سوريا، وخلال تلك الفترة تزوجت مقاتلاً سورياً من عناصر التنظيم لمدة قصيرة، خلال العام الماضي.
والتقت صحيفة الغارديان البريطانية بهدى في مخيم الهول الواقع شرقي سوريا والذي تديره قوات سوريا الديمقراطية حيث تعيش هدى إلى جانب 1500 امرأة وطفل من أفراد أسر التنظيم.
وبعدها فرت هدى من بلدة السوسة شرقي سوريا عندما كانت لا تزال تحت سيطرة التنظيم، ونامت في العراء ليلتين مع عدد من الفارين من صفوف التنظيم إلى أن ألقي القبض عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
العودة للولايات المتحدة الأمريكية
وأعادت حكومة الولايات المتحدة العديد من النساء الأمريكيات المرتبطات بتنظيم داعش مع أطفالهن، لكنها ترفض عودة مثنى لأنها تعتبر أنها ليست مواطنة أمريكية.
وينص الدستور الأميركي على منح الجنسية لأي شخص يولد في البلاد باستثناء أبناء الدبلوماسيين، إذ يعتبرون خارج الاختصاص القضائي للولايات المتحدة، بحسب سكاي نيوز.
وعمل أحمد علي والد مثنى، ضمن البعثة الدبلوماسية اليمنية في الأمم المتحدة، ورفع دعوى قضائية بوقت سابق في مسعى لتأكيد جنسية ابنته، قائلا إنه غادر منصبه الدبلوماسي قبل ولادتها بأشهر عدة.
وتعود جنسيتها الأمريكية إلى هجرة والدي هدى عام 1992 من اليمن إلى الولايات المتحدة حيث رزقا هناك بـ5 أبناء وكانت هدى أصغرهم.
المصدر: الوطن