صحيفة أردنية تكشف عن أربعة أسباب لطلب “ترامب” الحوار مع “الحوثيين” منها صمودهم في الجبهات لـ 5سنوات” تفاصيل”
كشفت صحيفة الدستور الاردنية عن اربعة اسباب وراء رغبة ترامب الحوار مع الحوثيين.
وقالت الصحيفة في تقرير مطول تعيد “الحياة اليمنية” نصه كما ورد:
كشف مصدر أردني، الأحد 8 سبتمبر/أيلول، عن أربعة أسباب دفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحوار مع جماعة الحوثي .
وقال الكاتب والسياسي الأردني عريب الرنتاوي، ان ”واشنطن فتحت باباً للحوار مع جماعة الحوثي، وليس هناك أية ضمانة لوصول الحوار إلى خواتيم سعيدة، بيد أن ثمة جملة من الظروف والتطورات التي تدفع للاعتقاد بأن الحوار هذه المرة، قد يختلف عن مرات سابقة، وربما يتوفر على فرص أعلى للنجاح“.
وسرد الرنتاوي في مقال نشرته صحيفة ”الدستور“ الاردنية اربعة عوامل دفعت ”واشنطن“ للحوار مع الحوثي، وأولها ”وضوح سوء التقديرات التي رافقت الحرب في بداياتها الأولى، إذ لم تكن الأطراف تعتقد أن لدى الحوثي و”الشمال” القدرة على خوض حرب قاسية لسنوات خمس“.
وأشار الى ان ”التقديرات الأولى تحدثت عن بضعة أسابيع لا أكثر، حتى تكون الشرعية اليمنية قد عادت إلى صنعاء، وتجرّدَ الحوثي من سلاحه الثقيل والمتوسط (والفردي) إن أمكن، وهذا لم يحصل، وانه ليس هناك ثمة في الأفق ما يشير إلى أن استمرار الحرب لأشهر وربما سنوات أخرى، سيغير من المعادلة“.
اما العامل الثاني، بحسب ”الرنتاوي“ فهو ”تفاقم الخلاف بين الأطراف التي خاضت الحرب في إطار التحالف، وانتقاله إلى العلن“، مؤكدا ان انفجار أحداث عدن وابين وشبوة، ”أخرج الشرعية اليمنية من العاصمة المؤقتة بدل أن يعيدها إلى العاصمة الدائمة، وفتح باباً جديداً لحروب الوكالة في اليمن، وهو ينذر باستطالة أمد الحرب وتطاولها، من دون أي ضمانة من أي نوع، بأن نهاياتها ستكون مختلفة عن بداياتها“.
وأضاف ”العامل الثالث؛ ارتفاع الكلف الإنسانية للحرب في اليمن وعليه، الأمم المتحدة تتحدث عن أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ، واليمن الذي كان سعيداً ذات يوم، يعود فعلياً للعصر الحجري. وليست هناك أية ضمانة، بأن إعادة إعماره ستكون أمراً يسيراً، سيما بسبب ندرة المال من جهة، وبقاء الحوثيين قوة مهيمنة في الشمال من جهة ثانية“.
والعامل الرابع هو ”نجاح الفصائل الجهادية من القاعدة إلى داعش، في التسلل عبر شقوق الصراع المحتدم في الجنوب“.
وقال الصحفي الأردني انه حصل على معلومات تفيد بأن ”الحوثي تلقى وعوداً من خصومه، بأنهم سيكونون أكثر سخاء معه في زمن السلم، حتى وإن كانت إيران أكثر كرماً معه في وقت الحرب“.
وتابع: ”الحوثي لن ينقل بندقيته من كتف إلى كتف، وهو قرأ العرض كمؤشر على حالة إنهاك تصيب الطرف الآخر. تلكم كانت بداية الانعطافة، التي وصلت إلى مسامع الموفد الدولي، فأخذ يحث عواصم القرار الدولي على تكثيف تدخلها لتيسير مهمته، ومهمته في هذه اللحظة تكاد تنحصر في توفير ”سلالم أمان“ للأطراف للهبوط من قمم أشجار صعدوا إليها خلال السنوات الخمس الفائتة“.
وأوضح ان ”الحوثي الذي يراقب بكثير من الارتياح، انتقال شرارة الاقتتال الداخلي من ملعبه إلى ملعب خصومه، بات يدرك أن وضع الشرعية يتآكل على نحو متسارع، وأنها تفقد ثقة مؤيديها وحلفائها سواء بسواء. أما القوة الثالثة، الرئيسة في المعادلة اليمنية، فهي المجلس الانتقالي وما يتبعه من ميليشيات وجماعات“.
والخميس المنصرم 5 سبتمبر/أيلول 2019، أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى ديفيد شينكر، أنّ ”واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين بهدف إيجاد حل مقبول من الطرفين للنزاع اليمني“.
وقال شينكر في تصريحات ادلى بها خلال زيارة يجريها إلى السعودية ”تركيزنا منصبٌّ على إنهاء الحرب في اليمن (..)، ونجري محادثات مع الحوثيين لمحاولة إيجاد حل متفاوض عليه، يكون مقبولاً من الطرفين“.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول في الإدارة الأمريكية عن محادثات مع الحوثيين.
ويأتي هذا التطور بعد أن ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، يوم 27 أغسطس/آب 2019، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعمل على مبادرة خاصة بإطلاق مفاوضات سرية مباشرة بين السعودية من جهة والحوثيين المدعومين إيرانياً من جهة أخرى، لوقف الحرب في اليمن.
وأوضحت الصحيفة أن ”مبادرة ترامب“ تهدف إلى دفع السعودية، التي تقود التحالف العربي لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، إلى التفاوض مع الحوثيين، من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار في اليمن، وسط زيادة المخاوف من اندلاع نزاع أوسع على خلفية تصاعد التوتر مع إيران.
وفي هذا السياق، سبق أن اتخذت حكومة الحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاء قراراً لتشكيل فريق يضم 20 شخصية، «للمصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي» للأزمة اليمنية المستمرة منذ العام 2014 والتي أودت بحياة نحو مئة ألف.
المصدر: وكالات