توقعات صادمة لتقرير استخباراتي امريكي حول مستقبل الأوضاع في اليمن
حذر تقرير أمريكي، من أن الوضع في اليمن ذاهب إلى المزيد من التوتر والتصعيد، في ظل عودة تنظيمات إرهابية مثل “القاعدة” و”داعش” إلى واجهة المشهد مع استمرار الصراع الدامي في هذا البلد الفقير للعام الخامس على التوالي
واعتبر التقرير الصادر عن معهد “جيتستون” الأمريكي للدراسات والأبحاث، أن “القاعدة” و”داعش” أصبحا خصمين شرسين خلال السنوات الأخيرة.
وقال التقرير: “لكلتا المنظمتين، تاريخ في الاستفادة من الفوضى التي نشأت في دول المنطقة الفاشلة لإقامة قواعد يمكنها من خلالها التخطيط لهجمات ضد الغرب وحلفائه. بعد النكسات الأخيرة التي عانى منها تنظيم (القاعدة) في أفغانستان، و(داعش) في العراق وسوريا من المنطقي أن يلجأوا إلى اليمن لإنشاء موطئ قدم جديد لهما”.
وذكر التقرير أن القاعدة في جزيرة العرب، استخدمت القاعدة اليمنية للتخطيط لمحاولتها لإرسال قنبلتين إلى المعابد في شيكاغو على متن رحلات من دولة قطر في أواخر عام 2010، وقد أحبطت العملية عقب تلقي بلاغ من مسؤولي المخابرات السعوديين.
ولفت إلى أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يبقى أولوية قصوى بالنسبة لمسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين، حيث تهاجم الطائرات الأمريكية بدون طيار مواقع القاعدة في جزيرة العرب داخل اليمن من قاعدتها في ميناء جيبوتي الأفريقي.
ولفت تقرير معهد جيتستون الأمريكي إلى أن قدرات مجموعات إرهابية مثل القاعدة، تضاءلت في تنفيذ عملياتها في اليمن في السنوات الأخيرة، منذ التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية أواخر مارس 2015، لدعم الشرعية، مشيراً إلى أن التوترات الأخيرة داخل التحالف بين السعوديين والإماراتيين حول الفصيل الذي يدعمونه في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، دفع “القاعدة” و”داعش” إلى استغلالها.
ويرى التقرير بأن السبب الرئيسي للتوترات بين السعوديين والإماراتيين، الذين يقدمون الجزء الأكبر من قوات التحالف، هو استمرار السعوديون في دعم هادي، بينما قرر الإماراتيون دعم المجموعات الجنوبية المعروفة باسم المجلس الجنوبي الانتقالي الذي يعارض علاقة هادي مع الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين، مؤكداً أن السعوديين والإماراتيين ويحاولون الآن علاج هذا الصدع من خلال استضافة مؤتمر سلام يضم الفصائل المتنافسة في جدة.
واعتبر التقرير أن “حالة عدم اليقين السياسي مستمرة، فالقاعدة وداعش يستغلان الفراغ السياسي لإعادة تأسيس عملياتهما الخاصة في البلاد، وهو تطور مثير للقلق الشديد لا يبشر بالخير للمحاولات التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية بين الحكومة والحوثيين”.
وختم التقرير بالقول إنه طالما بقيت “جماعات مثل تنظيم القاعدة وداعش قادرة على التصرف دون عقاب في اليمن، فإن احتمالات إنهاء هذا الصراع الرهيب في أي وقت قريب تصبح بعيدة”.
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥ ينفذ ضربات جوية وبرية وبحرية دعماً للحكومة اليمنية “الشرعية” المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
واستغل تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية ” داعش ” في جزيرة العرب، الحرب الدائرة في اليمن ووسع نفوذه ونشاطه في مناطق عديدة في محافظات جنوب وشرق ووسط اليمن منها أبين، حضرموت، شبوة، البيضاء، مأرب، والجوف.
ويعمل تنظيم “القاعدة” في اليمن منذ عدة سنوات، بعد أن أنشأ التنظيم فرعه الجديد المسمى “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” (AQAP).