حائط

كتيبة وموكب وهواجس مخيفة

 

كتب – نشوان النظاري

لا أدري هل سيتقبل مدير أمن إب المعين حديثا هذا النقد ام أنه حسبما وصلنا لا يؤمن بالصحافة الزرقاء
ولا يكترث لكل ما يكتب وليس له علاقة بوسائل التواصل الاجتماعي ولا يأبه لكل ما يُنشر ، وان المدونين والناشطين بالنسبة لفريق عمله أعداء افتراضيين .

الأحداث الأمنية الأخيرة وارتفاع نسبة الجريمة كشف حجم الهوة التي باتت واضحة وجلية بين المجتمع والأجهزة الأمنية والوسائط الإعلامية وأضحى النظام الأمني يسير في حلقة مفرغة ودائرة مغلقة وسلك طريقا خلفيا بلا أضواء أو مصابيح وليس سوى الظلام سيد المشهد والموقف والضمور الوجودي ..

مستشارو مدير الأمن لشؤون الإعلام وعالم الاتصال يعملون بأساليب بدائية رتيبة ومعقدة ولا تواكب العصر وبالرغم ان الأجهزة الأمنية تحقق إنجازات أمنية كبيرة لكن التعامل معها وفق نظريات العصور المتخلفة يجهض تلك الإنجازات ويعطيها طابع استخباراتي لا يخدم المهمة الأمنية المناطة بتلك الأجهزة ، بل و يساهم في تشتيت وتوسيع دوائر الاهتمامات الأمنية .

ينبغي أن يعلم مدير الأمن أنه حتى اللصوص يدخلون منصات التواصل الاجتماعي ويتابعون كلما ينشر فيها وحين يجدون القبضة الأمنية والإنجازات تملأ وسائل الإعلام يفكرون ألف مرة قبل محاولاتهم في تنفيذ أية جريمة. ذلك أن الحس الأمني يقظ وحاضر وقريب من المجتمع وكل الناس ..

يقولون ان مدير الأمن لم يمارس عمله في محافظة إب إلا بعد ان تمت احاطته بمجمل القضايا الشائكة وكل التفاصيل التي كان يجهلها وكذلك تم اعطاءه خارطة
طريق يتحرك وفقها ويعمل على تحقق الأهداف المرجوة من تعيينه بهذا المنصب . لذا هو لا ينظر الا إلى ذلك المسار المحدد والموجه لتحقيق الأهداف المزعومة والسير في الخطوط المرسومة وما دونه خارج الحسابات الأمنية وخارج كل السياقات الافتراضية .

يعد مدير الامن محمد حفظ الله الحمزي – وهو بالمناسبة من محافظة عمران وتم نقله من إدارة أمن المحويت – اول مدير امن يسير في شوارع المحافظة بموكب عسكري كبير وهذا يعطي مؤشر غير إيجابي ويفتح الباب على مصراعية لتعاظم الهواجس وتوسع دائرة القبضة الأمنية المطلقة أو تراخيها لأبعد مدى .

اود ان اسدي للسيد مدير الأمن نصيحة مفادها ينبغي أن تستمع للجميع وليس لطرف واحد وان تقرأ وتسمع من كل ألوان الطيف السياسي والفكري ولا ينبغي أن تتخندق في زاوية واحدة فأنت مدير أمن جميع أبناء محافظة إب فلا تجعل من المأزومين والادعياء عيونا واذانا لك ، ولا تسمح لأحد ان يُنشئ سياجات واسلاك شائكة وجدارن عازلة حولك .

يبدو ” الحمزي ” على المحك والجميع ينتظر رد الفعل الأمني حيال القضايا العامة لا سيما في ظل محاولة لإعادة الأمور إلى ما قبل ” السقاف ” تلك المرحلة التي شهدت ضبط أمني دقيق وهناك ملاحظة بالغة الدهشة فالعبارة الأخيرة تستفز الأغبياء لدرجة كبيرة . بل انهم يحاولون بكل صفاقة إعطاء تبريرات عجيبة لنجاحات مدير الأمن السابق وكأن ذلك النجاح مكسب فردي أو صفقة شخصية لهذا الرجل بيد أن ذلك النجاح قوى سلطة النظام ورسخ مداميكه ومنحه حضور طاغي في الذهنية العامة ..

التقوقع في إطار واحد والانكفاء والانعزال وتلقي المعلومة من طرف واحد والاعتماد على افراد بعينهم لادارة الشأن الأمني يصنع قيادات جامدة صلدة بعيدة عن الواقع والحياة الطبيعية .. قيادات تمور في مشهد باهت غير واقعي وخيالي لأقصى درجة ..

اهتزاز الصورة العامة للقيادة الأمنية يؤثر على أمن وسلامة المجتمع وينعكس سلبا على أداء المؤسسات والمكاتب الخدمية الأخرى ويفتح الشهية لدى ضعفاء النفوس بالقيام بأعمال منافية للنظام والقانون ..

#نشوان_النظاري

زر الذهاب إلى الأعلى