حائط

هزة قلم! أي دمعة حزن لا!

 

أ. محمد الدبعي

لا تحزن ياوطن!
فلست في أعينهم غير وثن
تعبد حينا.. تباع وتشترى حينا
بل أرضا للبغاء ومخزنا للثراء.. عقولهم عفن!

أبناؤك قد باعوك وقبضوا الثمن
رجالك معظمهم أوغاد.. للخيانة عنوان.. ووطن
شلة حمقاء للجهالة والهمجية تنتمي
للقبيلة غير النبيلة قليلة الشرف تنتسب..
عند أبواب الغزاة.. تحت أقدامهم ترتمي..
تهتز أرواحهم وتربوا حين تقبلها.. وتنطرب..
في جو أبخرة النعال تنتعش كرامتها.. بها تحتمي
على موائد اللئام تنحني.. لأجل فتات بقايا الطعام تنتحب..
بأيديهم نسجوا لك ياوطني أسود الكفن.
بنو هاشم قريش قصموا الظهر،
وامتهن آخرون العهر.. من نسل أبي لهب
وآخرون تشعبطوا بجدران بيت النبي.. وآخرون..
فدنسوا طهارتك في العلن.

شبابك تاه يا وطن.. بين الفضيلة والرذيلة..
بين الجد والهزل.. بأشعار الحب والعشق تعلقوا..
تعملقوا.. تدثروا بالخلاعة.. فالوهن.
رغم أوجاعك.. لا تحزن ياوطن
شد الحيل.. وأسرج الخيل..
أوقد نيرانك في عتم الليل
فما مضى فيض من غيض ما بقي
وما تراه اليوم لا شيء إلى ما قد خفي
كفكف دموعك وانتشي.. فمحنتك شدة تكاد تنتهي..
إلى الأبد!

ياوطني الحزين.. ياوطني الميمون
في ربيعنا العربي حاولوا طمس هويتك..
ومحو حروف اسمك.. المزيون
نبشوا بذور البرتقال من تربك والليمون
قلعوا أشجار الرجولة واللوز
والكرامة والكَرْمَ.. والزيتون
داسوا ورود الحب.. والحكمة والإيمان
دفنوا العزة والشهامة والنخوة في قيعان
خمرة فارس.. وعرق ونبيذ العربان
زرعوا بارود الغل والحقد في ذرات الرمال..
غرسوا ألغام الرمان.. في سهولك والوديان
فاحبس أنفاس الإنهيار في قلعة القاهرة
فتعز أم لك وأب.. ووطن!

لا تحزن! أيا وطني المجروح
سيأتيك بالنبأ الهدهد.. وتعود إليك الروح
لا تيأس! ستشرق شمسك في الغد
فمحيا الليل بالنصر يلوح
وسكون الفجر القادم من أعماقه بالبشرى يبوح
ثلة الأطهار على العهد باقية، لم تدفن..
ظهرها بالجراح مثخن.. لكنها
لم تتخلف.. لم تنثني.. لم تخن..
على بعد أميال تجد ريحها..
عطر الرجولة منها يفوح..
كأريجك ياوطن
لا تحزن!

 

زر الذهاب إلى الأعلى