متى نغادر الماضي إلى المستقبل؟
كتب/ جمال حيدرة
خلال عقدين ونصف من الزمن واليمنيون جنوبا وشمالا خارج التفكير بالمستقبل عالقون في أحداث وذكريات ماضٍ جزء بسيط منه مشرق والجزء الأكبر معتم.
وخلال فترة الجمود هذه ساحت الكثير من الروابط الوطنية والاجتماعية في ثلاجة الأزمات المنطفئة بفعل انقطاع تيار الوعي بأهمية التطور والبناء والأعمار والاستقرار والأمن.
عقدان ونصف رأينا فيها دولا في محيطنا الجفرافي تطورت ونمت وتعيش رفاها معيشيا يفصلنا عنه ملايين السنين الضوئية، في وقت ما نزال نبحث فيه عن كهرباء وماء ومستشفى ومدرسة وطريق، وسنظل هكذا في عوز دائما لابسط أساسيات العيش، ما أستمر بقاؤنا في الماضي وصراعاته الأنانية.
كصحفي يمكن لي أن أقيم الوضع المزري من زاوية إعلامية هي واحدة من روافع التخلف المعاش، ذلك أن الإعلام فقد كل وظائفه وأصبح أحد اهم أسباب الأزمات والحروب العاصفة بالموت والدمار والخراب.
تطلعوا جيدا إلى الساحة الإعلامية وآتوني بمؤسسة إعلامية حكومية أو حزبية أو أهلية تنطلق من وعي وطني وإعلامي وبمعزل عن أي خصومة مع أطراف أخرى.
آتوني بإعلامي وأحد التزم الحياد ووقف في مساحة وطنية بمقياس حقيقة كتبها أو تحدث عنها، آتوني بإعلامي وأحد لم يقدح أو يمدح طرفا على حساب طرف.
الإعلام قتل ويقتل ملايين اليمنيين بفعل ما يمارسه من كذب وتضليل وتطبيل وشحن حزبي وديني وعنصري ومناطقي وجهوي، وأصبح في ظل ذلك الإعلامي أشبه برصاصة يطلقها جاهل على خصومه، بمقابل مادي ضئيل، وبكلفة وطنية باهضة.
فمتى ندرك أن للإعلام وظائف تتمثل في التنوير والتثقيف ورفع مستوى الوعي ونشر ثقافة التسامح و التعايش والسلام والتحضر والمدنية، وتعزيز قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان واحداث التغيير الايجابي في كافة مناحي الحياة، ومتى يغادر الجميع الماضي المعتم إلى المستقبل المشرق ؟