وكالات
اثارت عبارة الرئيس التونسي قيس سعيّد “أشعر بأنني من كوكب آخر” التي وردت في كلمته بمناسبة حلول العام الجديد خلال توصيفه لوضع البلاد، جدلا كبيرا بين السياسيين والعامة.
وحاول عدد من السياسيين والنشطاء نزع العبارة من سياقها وتوظيفها لتوجيه انتقادات للرئيس التونسي فيما أشاد آخرون بـ”نزاهة الرئيس وصدقه، وسط مشهد سياسي يفتقر للمصداقية والنزاهة”.
وقال سعيّد في كلمته: “أشعر في بعض الأحيان بأنني من كوكب آخر حين أستمع إلى المغالطات والافتراءات ومع ذلك ظللت صامدا ثابتا رغم الشعور المستمر بالألم والمرارة، كما أن الأوضاع ازدادت تعقيدا مع التلاسن والشجار والعنف داخل قصر باردو (البرلمان) حتى سالت فيه الدماء”.
وعلق رفيق عبد السلام القيادي في “حركة النهضة” على هذه العبارة في منشور عبر “فيسبوك” قائلا: “حدثنا السيد الرئيس ليلة رأس السنة الميلادية، وقال لنا إنه من كوكب آخر لم يسمه، ربما يكون عطارد الكوكب الأقرب إلى الأرض، أو يكون زحل الأبعد عنها. معضلة كبيرة حيرتني ولم أجِد لها حلا، فإما أن نرتحل نحن جميعا باتجاه كوكب السيد الرئيس، أو يعود هو إلينا في كوكبنا الأرضي حتى نتكلم لغة مشتركة ويفهم بعضنا بعضا. سيدي الرئيس نحن نريد رئيسا يشبهنا ونشبهه ومن كوكبنا الأرضي المكور ويمشي على أديم هذا التراب”.
وكتبت الناشطة ريم بالخذيري على “فيسبوك”: “نزاهة البعض تستفز قذارة البعض الآخر.. سعيّد أكد أن طبقتنا السياسية لم يعد مستغربا منها أيّ شيء وقد دفنت الأخلاق السياسية وأصبح التآمر ذكاء وأصبح الجشع مطالب مشروعة وتحول السياسيون إلى كائنات غريبة عن الشعب وهمومهم ومشاغله. لذا نقول للرئيس: لست أنت من كوكب آخر، إنهم هم كائنات غريبة أتوا من كواكب أخرى حري بك أن تقاومهم ويقاومهم كل الشعب لأنهم استعمروا واستباحوا حرماته”.
وكان سعيّد دعا خلال خطاب رأس السنة إلى تعديل النظام السياسي في تونس، معتبرا أنه يحتاج إلى “لقاح جديد”، كما اعتبر أن المنظومة القديمة عادت للظهور بثوب جديد على غرار السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد.