سويسرا تمنع النقاب والبرقع في الأماكن العامة
منعت سويسرا النقاب والبرقع في الأماكن العامة، إذ وافق السويسريون في استفتاء مُلزم بأغلبية ضئيلة على حظر النقاب وكل أشكال أغطية الوجه. وتم هذا الاستفتاء بناء على مقترح لليمين المتطرف رغم أن رؤية مسلمات منقبات يعد أمراً نادراً في البلاد.
وبعد الضجّة التي أثارها هذا المنع وقفنا عند رأي العدّاءة ومتسلّقة الجبال ومؤسسة مجموعة Surviving Hijab منال رستم، إذ عبّرت عن استيائها حيال هذا المنع وقالت: «القرار غير منطقي وعنصري إذ سيخلق الفتن في جميع أنحاء العالم وسيغضب المسلمين ويثير اعتراض جميع المسلمات المحجّبات، فعلى هذه الدول التي تناشد بحريّة الإنسان احترام حريّة المرأة المسلمة في ارتداء ما تراه مناسباً». واعتبرت منال أيضاً أنّ منع النقاب يعدّ منافياً لحقوق الإنسان معتبرة النقاب حقاً من حقوق المرأة المسلمة وتعبيراً عن إيمانها بدينها الإسلامي الحنيف».وتباينت الآراء حول هذا الموضوع، فقد جاء رأي الناشطة في حقوق الإنسان ندى الأهدل معارضاً لرأي منال، وقد قالت في حديث لها مع الصحافي جعفر عبد الكريم: «النقاب هو إحدى أدوات القمع الذكوري تجاه النساء واضطهاد لحقوق الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص، لأنّ إخفاء هويّتها عمل غير أخلاقي ويشعر المرأة بالانتقاص ويحتقر إنسانيتها».
يذكر أنّ حظر النقاب في الأماكن العامة بدأ من فرنسا، إذ كانت أوّل دولة أوروبية تحظر ارتداء البرقع والنقاب في الأماكن العامة. وتفادياً للاتهامات بالتمييز، لا يشير النص القانوني بشكل صريح إلى الحجاب الديني، وإنما جاء في صياغة مفتوحة: «لا يُسمح لأحد بارتداء قطعة ملابس تغطي الوجه في الأماكن العامة». وفي عام ٢٠١١ حذت بلجيكا حذو فرنسا ومنعت هي الأخرى النقاب في الأماكن العامة، كما لحقتهما في تطبيق هذا القرار كل من بلغاريا عام ٢٠١٦ والدنمارك والنرويج عام ٢٠١٨ وهولندا عام ٢٠١٩. أمّا ألمانيا فقد حظرت منذ عام 2017 النقاب عن الموظفات الحكوميات والجنديات اللاتي يجب أن تكون وجوههن مكشوفةً كلياً كجزء من واجباتهن، في حين سمحت به في الأماكن العامة مع إلزام النساء المخفية وجوههن بكشفها في حال التحقق من الهوية. أما في ما يخص السويد فقد تمكنت المدارس منذ عام 2003 من حظر النقاب إذا كان يعيق التواصل بين التلاميذ والأساتذة، أو إذا كان يشكل خطراً في المختبر أو في ملعب رياضي، أو إذا كان ينتهك قواعد النظافة العامة، إلا أنه بقي مسموحاً في كل مكان آخر.
وكالات